الخميس، 20 ديسمبر 2012

مقتطفات نشرت في صحيفة الجمهورية عام 2010 بإسمي وبإسم عادل

في العيد ؛ عندما تجتمع الطرافة والمنغصات


في خضم أيام وليالي العيد ثمة مواقف محزنة تعكس صفوها بحيث يتمنى المرء لو أنه لم يصادف تلك المواقف, وفي المقابل ثمة مواقف ومشاهد طريفة تزين فرحة العيد ليبدو أكثر فرحاً ومتعة.. (الجمهورية) رصدت بعض هذه المواقف وخرجت بهذه الحصيلة...
عصابة القردة
وائل محمد أحمد سعيد ـ إب: قررنا مع بعض الزملاء والأصدقاء أن نقوم برحلة إلى منطقة مشورة التابعة لمدينة إب لقضاء يوم العيد، وذلك لما تتمتع بها تلك المنطقة من مشاهد جميلة وشاليهات رائعة.. ركبنا السيارة صاعدين إلى المنطقة وقبل الوصول صادفنا قرداً شارداً يركض أمامنا، وكأنه يستمتع بالعيد، وفجأة نظر باتجاهي وأمعن النظر لدرجة أنني خفت منه فرميته بحجرة صغيرة، انطلق بعدها هارباً إلى أعلى الجبل، وبعد أن وصلنا إلى حيث أردنا واستمتعنا بهذه الزيارة قفلنا راجعين إلى المكان الذي أتينا منه, وفي الطريق وخصوصاً المكان الذي وجدنا فيه القرد شاهدنا عشرات من القرود بأعلى الجبل وفجأة أمطرت السيارة التي كانت تقلنا بالحجارة انتقاماً للقرد الذي رميته في بداية الرحلة، فكان مشهداً مفزعاً ومضحكاً في آن..!!
البحث عن العريس الطفل
أحمد عبدالملك المخلافي: في صباح يوم العيد كانت الفرحة فرحتين في مديرية شرعب بمحافظة تعز؛ حيث كان هذا اليوم عرساً لأحد أقاربي، وحدث أن جاء بعض أبناء المنطقة لمجابرة العريس (المجابرة مساعدته ببعض المال) وأثناء انتظارهم للعريس لم يجدوه، وكان الجو ملبداً بصوت الرصاص احتفاءً بالعرس، وبعد جهد شاق وجدنا العريس الطفل يبحث مع الأطفال عن الظروف الفارغة للطلقات النارية ببراءة مفعمة برائحة الطفولة، وكان موقفاً طريفاً ومحرجاً.
عيد على قارعة الطريق
عبدالله سعيد القاسمي - من محافظة ذمار - تحدث عن موقف حدث له في العيد قائلاً: قررت أنا والأسرة أن نشد الرحال إلى مدينة معبر في ذمار لزيارة الأقارب حيث لنا فترة طويلة في تعز , وبعد أن جهزنا كل شيء أخذنا السيارة وانطلقنا نحث الخطى مسرورين بلقاء طال غيابه، وبعد مسافة ليست بالطويلة تعطلت السيارة فجأة ولم ندر ما السبب وراء توقفها، ولم أستطع أن أصلحها، ولأن الأيام أيام عيد فلم أجد أي مهندس لإصلاحها حتى السيارات المارة لم تتوقف لمساعدتنا، وبعد يوم شاق من الانتظار وجدنا سيارة كبيرة في طريقها إلى تعز من محافظة إب ووافق على مضض أن يسحب السيارة إلى تعز فتأجلت الزيارة إلى موعد غير موحد، وكان الهاتف وسيلة مناسبة لتبادل التهاني والاعتذار عما حدث على أمل أن نزورهم في وقت لاحق.
كذبة عكرت الزيارة
عادل الجندي من مديرية التعزية قرر صباح يوم العيد أن يزور صديقه في منطقة خدير بتعز فتجهز كما قال منذ الصباح الباكر وذهب لشراء القات، وبعد أن تناول طعام الغداء ركب أول سيارة وانطلق نحو صديقه، ولصعوبة الطريق الترابي الوعرة التي تفصل القرية عن الطريق الرئيسي أخذ «موتور» بمبلغ باهظ بحجة أنه عيد ولابد من الزيارة فتمت الزيارة ولكن صاحب الموتور أوصله إلى بداية العزلة، وقال له إنه قد وصل إلى القرية ولم يكن هذا الكلام سوى كذبة كبيرة، وحينئذ قطع المسافة إلى تلك القرية التي بها صاحبه سيراً على الأقدام، وبينما المؤذن لصلاة العصر هطلت الأمطار بغزارة فلم يصل إلى بيت صاحبه إلا مبللاً بالماء وفي حالة يرثى لها وعند الترحيب قال أحدهم: أهلاً وسهلاً فلم يجد إجابة سوى أن قال قل: أهلاً وجبلاً.
إفراط في تناول اللحم
نائف عباس نائف: بعد ذبح أضحية العيد ذهبنا للزيارة والسلام على الأهل حتى حان وقت تناول الغداء فكان شهياً بحيث أكلت كثيراً ولم أشعر إلا والألم يعتصر معدتي، فلم أستطع تناول القات وكان يوماً بائساً.

زأر الأسد فأغمي عليها
عبدالله سعيد القدسي: في صباح يوم العيد كان الوضع مناسباً لنقوم بزيارة لحديقة الحيوان، حسب رغبة معظم الأبناء باستثناء ابنتي المتوسطة «حنان» بسبب خوفها من الأسد، وبعد إخبارها بأن الأسد في غرفة محكمة الإغلاق اقتنعت بالذهاب معنا، وعند وصولنا الحديقة شاهدنا حيوانات كثيرة جميلة، وكانت الزيارة رائعة، وعند وصولنا إلى أمام القفص الذي يقبع فيه الأسد حاولت أن أثبت لـ «حنان» أن الغرفة محكمة الإغلاق وإذ بالأسد يزأر بصوت عال، وفجأة نظرت إلى «حنان» وهي في حالة إغماء فلم نعد إلى البيت إلا بعد أن قمنا برحلة أخرى للمستشفى لعلاجها.
علاقة حميمة مع كبش العيد
محمد علي محمد سعيد من منطقة الجند بتعز اشترى قبل شهر كبشاً أضحية للعيد وعند شرائه وضع جدولاً يومياً لرعاية الكبش والاهتمام به فقسم اليوم إلى ثلاث ورديات بحيث يقوم الابن الأول برعاية الكبش من الصباح إلى الظهر والابن الثاني من الظهر إلى المغرب والثالث بقية اليوم حتى أصبحت العلاقة وطيدة بين الأسرة والكبش، وفي يوم العيد قرروا ذبحه إلا أن قرار الذبح قوبل برفض شديد من قبل الجميع؛ نظراً للعلاقة الحميمة التي ارتبطت بالكبش ولأن الذبح سنة نبوية فقد رحل الكبش فداءً للعيد وأضحية تطبيقاً للسنة النبوية إلا أن الأبناء في البداية امتنعوا عن تناوله، وبعد أن أقنعهم الأب بأنه سنة نبوية أكلوا على مضض.